في مهرجان الخريف.. نساء كردستان يحولن الطبيعة إلى إبداع

في مهرجان الخريف.. نساء كردستان يحولن الطبيعة إلى إبداع
نساء كردستان خلال المهرجان

انطلقت فعاليات مهرجان الخريف على ضفاف جدول صغير في حديقة "مهناز" بناحية طقطق في إقليم كردستان، ليشكّل مساحة نابضة بالحياة جمعت بين جمال الطبيعة وغنى التراث الإنساني، وأبرزت الدور الريادي للنساء في استثمار الموارد الطبيعية وتحويلها إلى منتجات يدوية وإبداعية متنوعة. 

ونُظّم المهرجان على مدى ثلاثة أيام من قبل مجموعة "شاهانة"، بمشاركة نساء من مناطق مختلفة مثل هورامان، السليمانية، أربيل، كويه وطقطق، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، الأحد.

وأكدت بهرة شوكر، القادمة من أربيل، أن المهرجان لم يقتصر على عرض المنتجات اليدوية فحسب، بل منح للجانب الثقافي مساحة خاصة من خلال جناح الكتب. وقالت: "ما إن وصلت حتى لفت انتباهي ركن الكتب، فشعرت بانجذاب عميق إليه. 

وجود الكتاب في مثل هذه الفعاليات يحمل قيمة كبيرة، لأنه يلامس وجدان القارئ ويغذي روحه"، مضيفة أنها اشترت روايتين ستقرؤهما في الأيام المقبلة، معتبرة القراءة السبيل الأهم لتقدّم الأوطان.

إكسسوارات برائحة التراث

وبرزت في أروقة المهرجان أعمال دنيا علي، الشابة القادمة من هورامان، التي ملأت ركنها بقطع إكسسوار تفوح منها روائح القرنفل والرمان. 

وقالت: "صنعت قلادات من الرمان والقرنفل، وأساور من القزوان والشملي، وكلها من مواد طبيعية.. هذه القطع ليست مجرد زينة، بل ذاكرة حية لتراثنا"، مشيرة إلى أنها تهتم أيضاً بصناعة الأطعمة الكردية التقليدية والمنتجات المنزلية.

وشاركت شلير محمد للمرة الأولى في المهرجان، مقدمة منتجات منزلية طبيعية مثل عصير التفاح والرمان، مربى التين، وسكر التين المجفف. 

وروت قصتها قائلة: "كنت أعاني من مرض السكري، ووجدت في خل التفاح علاجاً فعالاً، كما أن بذور التمر التي أستخدمها في بعض المنتجات مفيدة جداً لأمراض الكلى". 

وأكدت أن هذه المنتجات تحمل قيمة علاجية وثقافية تتجاوز كونها مجرد سلع منزلية، مطالبة بإتاحة الفرصة لتصديرها إلى خارج الإقليم.

تراث ورسالة إنسانية

واختتم المهرجان فعالياته بتأكيد أهمية تمكين النساء عبر منحهن منصات للتعبير عن إبداعهن وإبراز الدور الذي يلعبنه في الحفاظ على التراث وصون الهوية الثقافية الكردية. 

وشكل الحدث مساحة للتلاقي بين الفن والكتاب والتراث، وجسر تواصل بين الأجيال والمناطق، ليؤكد أن ما تصنعه النساء بأيديهن ليس مجرد منتجات، بل رسالة إنسانية وثقافية عابرة للحدود.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية